في الوقت الذي تموت فيه غزة… ترقصون؟!
بقلم أستاذ محمد غازي
بينما تسيل دماء الأطفال في غزة، وتُهدم البيوت على رؤوس النساء، ويُدفن الصغار تحت أنقاض الصمت العربي، شهد مسرح في الساحل الشمالي مشهدًا مستفزًا لكل من لا تزال في قلبه ذرة ضمير.
حفلة صاخبة، موسيقى عالية، رقص هستيري، وفتيات يصعدن إلى المسرح ليقدمن القُبل إلى مغنٍ على مرأى ومسمع من الجميع، كأنما نحن في عالم آخر لا يمتّ للواقع بصلة.
أي انفصال عن المأساة هذا؟
وأي انحدار أخلاقي وصلنا إليه حتى تصبح القبلات على المسرح أهم من صرخات الأطفال تحت القصف؟!
يا سيدتي التي صعدت للمسرح…
هل تتابعين الأخبار؟
هل شاهدتِ طفلة تبكي بجوار جثة أمها؟
هل تعرفين أن في اللحظة نفسها التي كنتِ فيها تضحكين وتقبلين فنانك المفضل…
كان هناك أب يبحث عن أطفاله بين الركام؟!
يا من نظّم الحفل،
يا من روّج له،
يا من تغنيتم بالفن وحرية التعبير…
أين كانت إنسانيتكم؟
هل تُقام الحفلات في بلادٍ تنزف؟
هل تنشرون البهجة في وقت الحداد؟
هل مات الحياء تمامًا، أم ماتت القلوب قبله؟
نحن لا نحرم الفرح…
لكننا نرفض السُكر على صوت الدم،
نرفض الرقص فوق الجثث،
نرفض أن يُصبح الفن وسيلة للتخدير، لا وسيلة للتنوير.
هذا زمن يجب أن نختار فيه:
إما أن نكون مع الإنسان…
أو نكون مع الاستعراض.