المنشد الشافعي عبد العزيز.. موهبة روحانية تتألق من قلب الشرقية
في عالم تتزايد فيه الأصوات وتتباين المواهب، يبرز صوت يحمل طابعًا خاصًا، مميزًا بعذوبته وصفائه، وصادقًا في نبراته التي تخترق القلوب دون استئذان. إنه صوت المنشد الشافعي عبد العزيز، ابن محافظة الشرقية، والذي عشق الإنشاد منذ نعومة أظافره، ليُصبح اليوم واحدًا من الأسماء التي يُشار إليها بالبنان في ساحة الإنشاد الديني بمحافظته.
وُلد الشافعي ونشأ في بيئة محبة للدين ومليئة بالروحانيات، فكان للقرآن الكريم والمديح النبوي أثر كبير في تكوين شخصيته الفنية والدينية. وكانت أولى خطواته في عالم الإنشاد خلال ذكرى مولد الإمام الأكبر الدكتور عبد الحليم محمود – شيخ الأزهر الشريف الأسبق، حيث ألقى أنشودته الأولى أمام جمع من الحاضرين، فأسَر قلوبهم بصوته الهادئ النقي، وكان ذلك اليوم بمثابة نقطة انطلاق لمسيرته المميزة في عالم الإنشاد.
لم يكتفِ الشافعي بمجرد الظهور، بل واصل مشواره بثقة وثبات، وسعى لتطوير صوته وأدائه، فشارك في عدة فعاليات ومنافسات دينية على مستوى المراكز والمحافظات. وكانت محطات التتويج واضحة في رحلته، حيث فاز بالمركز الأول في مسابقة الإنشاد الديني على مستوى مركز بلبيس، ثم تألق مجددًا على نطاق أوسع، ليحصد المركز الثالث على مستوى محافظة الشرقية، متفوقًا على العديد من المواهب الأخرى، ليؤكد أن موهبته ليست عابرة، بل تستند إلى قدرات حقيقية وجهد مستمر.
ويُعرف الشافعي عبد العزيز بحرصه على تقديم الإنشاد الديني في صورته الراقية، حيث يُراعي في اختياراته جودة الكلمات، وسلامة الأداء، وصدق الإحساس، مما يجعل أنشوداته تصل مباشرة إلى قلوب المستمعين. كما يتميز بحضوره الهادئ، وأسلوبه الخاشع الذي يعكس روحه المتصلة بمحبة الله ورسوله.
ويطمح الشافعي في الفترة القادمة إلى نشر الإنشاد الديني بشكل أوسع، والمشاركة في مهرجانات وفعاليات كبرى داخل وخارج المحافظة، بهدف إحياء هذا الفن الأصيل في نفوس الأجيال الجديدة، وتعريفهم بقيمته الروحية العميقة.
إن قصة المنشد الشاب الشافعي عبد العزيز، ليست فقط قصة نجاح، بل نموذج حي على أن الصوت إذا خرج من القلب، وصل إلى القلوب، وأن الإنشاد الديني ما زال حيًا نابضًا بالأصوات الصادقة التي تحمل رسالة الإيمان والخشوع.